يسرّ شبكة «ناس» بالشراكة مع قائمة نشر «عصمت» الإعلان عن نشر السلسلة الثانية من مدوّنتنا العربية "ملفّات" "البُنى التحتية للسينما: مواقع انطلاق حميمية"، تصدر بين فبراير ومارس ٢٠٢٣.
السلسلة من تحرير الباحثة نور الصافوري (قائمة نشر عصمت) وتتضمن مساهمات باللغتين الإنجليزية والعربي من قبل سبع زملاء وزميلات شاركوا في برنامج زمالة قائمة نشر عصمت و"ناس" البحثية في دورته الأولى: ريمان ساداني، باسل السبيعي، إسكندر عبد الله، أحمد تاج، فرج السليني، فالينتينا فيلاّني، وفرح حلابة.
مقتطفات من المقدمة بقلم نور الصافوري
تستسقي كل مقالة في هذه السلسلة محتواها من تجربة كاتبها المعاشة، كما أنها تكشف عن المساحة التي تشغلها السينما في تلك التجارب من خلال التقريب بين هذه الوقائع ورسم أشكال مختلفة من الحياة المحيطة أو التي يمكن أن تحيط بالسينما، حيث يمكن لهذا الرسم أن يوجه الجهود نحو تنظيم البنى التحتية للسينما القائمة أو إعادة تنظيمها.
تكتب ريمان ساداني عن مجهودات المؤرشفين الهواة والنقاش حول الفقد وحالة البعثرة التي تميز الأرشيفات العراقية الصوتية المرئية بينما يتحدث باسل السبيعي وصانعة اﻷفلام المتمرسة هالة العبد الله حول الحاجة إلى الشاعرية والجماعة والحوار بين اﻷجيال. يتطرق السبيعي والعبد الله خلال المقابلة أيضًا إلى اللحظات التي حُرمت فيها المجموعات من إمكانية التمثيل في الصور عن قصد، ويمثل هذا اهتمامًا أساسيًا في مساهمة إسكندر عبد الله التي تقترح "المشاهدة الكويرية" بوصفها طريقة للتغلب على غياب الصورة وفقدها.
ويحاور أحمد تاج أمين الهلالي، أحد مؤسسي نادي السينما في قوص بقنا، حيث يكشف لنا عن جهود أمين في إيجاد مساحة للسينما في مدينته برغم من نقص الموارد المتاحة، والحيل المطلوبة للعمل داخل مجتمع يشك فيما يمكن للسينما أن تقدمه. تتوافق النقطة اﻷخيرة مع ما كتبه فرج السليني ومع ملاحظاته عن الطريقة التي تعمل بها اﻷجهزة اﻷمنية على تحجيم النشاط الثقافي في ليبيا والحلول الممكنة لهذه المشكلة.
وتفحص فالنتينا فيلّاني في مقالها البنى التحتية للتوزيع السينمائي التي تتداول من خلالها اﻷفلام المصرية المستقلة في الداخل والخارج كي تسأل عن مصير هذا النوع من السينما. وانطلاقًا من روح إيجاد حيل وخطط جديدة، تكتب فرح حلابة في مساهمتها عن محاولتها لتطوير دليل لصناع اﻷفلام الذين يرغبون في الانضمام إلى اﻹنتاجات السينمائية المسؤولة أمام الجماعات التي تشكل جزءًا منها وتمثلها.
تهدف مدوّنة ملفّات لإنتاج المعرفة حول الأفلام في المنطقة الناطقة باللغة العربية والحفاظ عليها. تعيد سلسلة “ملفّات ناس” إحياء دور المواد الأرشيفية كتقنيات للحفاظ على بناء المجتمعات والمشاركة فيها.
نتمنى ان تصبح ملفّات مساحة للنقاش حول التجارب المغايرة في المجال السينمائي كنوادي السينما ودور العرض المستقلة وغيرها، خاصةً فيما له علاقة ب “الطقس السينمائي” كما أطلق عليه أول ضيوفنا على هذة المنصة المخرج السوري نضال الدبس. فالمدوّنة ليست مكاناً لعرض قراءات أو مراجعات لأفلام وإنما هي مكان لطرح تساؤلات حول العناصر الأخرى التي تجعل من السينما مؤسسة ثقافية ومجتمعية فريدة.